يزال اسم العندليب الأسمر مرتبطاً بأغاني الحب والغرام في مرحلة الرومانسية العربية في أواسط القرن الماضي وحتى وفاته.
لقد تربّى على أغانيه جيل كامل من العشاق الذين لم تتح لهم التقاليد السائدة أن يعيشوا مغامرات عمر بن أبي ربيعة..فوجدوا في أغاني عبد الحليم متنفساً لآهاتهم ووصفاً دقيقاً للهوى في مختلف أحواله وتجلّياته..ربما كان الشعراء الذين كتبوا للعندليب من أهل العشق أيضاً-محمد حمزه ،نزار قباني-،انما الفنان عبد الحليم تميز بأدائه الرائع الصادق النابع من قلب كتب عليه الحزن والألم
يقول عبد الحليم:"انها ليست مجرد أغنية عابرة في حياتي،بل تكاد تكون أقرب الأغاني التي قدمتها الى قلبي..لأنها بصراحة
ارتبطت في عقلي ووجداني بقصة الحب التي أعيشها بكل أحاسيسي في الفترة الأخيرة.إن كل هذا الحزن الذي يفيض من كلمات هذه القصيدة الرائعة التي كتبها الشاعر الكبير نزار قباني لم يكن الا تعبيراً عن قصة حبي التي لا تزال سراً خاصاً في قلبي وحياتي لا يعرفه أحد...0
حبي الجديد أريد أن أتوجه بالزواج لكن الطبيب لا يسمح...يحذرني من الزواج في العامين القادمين.ماهي القوى الغامضة التي تتدخل لتجعل حبنا مستحيلاً؟ نفس الحب المستحيل الذي تتحدث عنه "قارئة الفنجان"،الحب الذي تحاصره الأخطار،الغارق في أعماق المجهول،الحب المستحيل الذي يفقد المحب حياته من أجله..0
نعم..هي يا قارئة الفنجان،هي التي أحبها الآن،عيناها فعلاً ساحرة،سبحان المعبود..لكن لماذا أرى طريقي مسدود..مسدود..مسدود؟"0
من مذكرات عبد الحليم حافظ/مكتبة الجماهير
ماذا بقي من الفنان الراحل عبد الحليم حافظ بعد ثلاثين عاماً من الغياب؟
مازال العندليب يغرد رغم العصر الرديء..رغم المدافع والأخطار المحدقة..مازالت أغانيه صلة الوصل بين أهل الهوى..انما تطور العشاق فصاروا يضعون موسيقى عبدالحليم ضمن رنّات الهاتف المحمول..وما زالت أغانيه الناطق الرسمي بأحوال وتقلبات الطقس العشقي..لأن الحب هو الحب في كل زمان ومكان ..تطورت الوسائل والحب واحد