بطولة شادية و زوزو نبيل و حسين رياض و إخراج إبراهيم عماره
"لحن الوفاء" هو الفيلم المثالي لمطرب في بداية مشواره مع السينما ، باشتماله على كل عوامل النجاح والشهرة ، من خلال بطولة نسائية متمثلة في شادية في فيلمها رقم 63 ، وبصحبة عملاق تمثيل في حجم حسين رياض ، وقصة "محبوكة" عن موسيقار ومطرب ومطربة ، مما سيتيح مساحة كبيرة لتظهر قدرات المطرب الشاب عبد الحليم حافظ الصوتيه ، خاصة أغنيته "على قد الشوق" التي سمعتها منه منتجة الفيلم "ماري كوين" وأصرت بعدها على ضمه وضم أغنيته إلى الفيلم.
في لحن الوفاء نرى الفتى "جلال" اليتيم ، الذي يتوفى والده ويتركه لعمه الموسيقار الشاب "علام" الذي يعيش الحياة مع كأسه وعوده بعد إكتشافه لخيانة زوجته ، ولكن وفاة أخيه تعيده إلى صوابه ليقرر أن يأخذ هذا الفتى اليتيم الصغير ليعيش معه على أنه ولده من صلبه فيعلمه الموسيقى وكره النساء الذي ملأ قلبه بعد الخيانة.
شيء طبيعي جداً أن تختصر طفولة "جلال" في مشهدين يحكيان نشأة الفتى الصغير ، ليطل المطرب الشاب الذي يظهر للمرة الأولى على شاشة السينما عبد الحليم حافظ ، نرى "جلال" وقد كبر وإتضحت معالم موهبته ، ونجد "علام" أصبح موسيقاراً كبيراً يقيم بفرقته الشهيرة حفلات ناجحة ، بالطبع يجد صوت إبن أخيه الراحل الطريق للشهرة من خلال تلك الفرقة وينجح نجاحاً باهراً.
إلى هنا تسير الأمور بشكل طبيعي وهادئ ، لكن الأقدار ترمي "سهام" مطربة الكورس المغمورة في طريق "جلال" ليصيب سهم الحب قلبيهما، ويشدو حليم وشادية أول دويتو لهما "تعالى أقولك" قبل أن يكررا لقائهما سينمائياً وغنائياً معاً بعد ذلك مرتين في فيلم "دليلة" و"معبودة الجماهير" ، وينسى "جلال" تحذيرات "علام" من النساء وحرصه على عدم الإقتراب منهن ، ويعيش هو وسهام الحب، حتى يعلم الموسيقار الكبير المعقد نسائياً بالخبر الذي ينزل عليه كالصاقعة ، ويرفض بالطبع هذا الحب حتى من قبل أن يعرف الحبيبة.
"سخرية القدر" البطل الدائم في أفلام السينما المصرية تظهر هنا، ونرى الصدفة البحتة تعرف "علام" بـ"سهام" دون معرفته أنها حببيبة "جلال"، وتحاول "سهام" إزالة عقدته إتجاه النساء عله يقبل بحبها هي و"جلال" لكن الدواء الذي حاولت هي تقديمه له ، ينقلب داءاً عليها هي وحبيبها ، إذ يتخلص "علام" من عقدته لكنه في الوقت نفسه يقع في حبها، إذن فالأب "الروحي" والإبن يحبان نفس الفتاة ، وهي بالطبع تحب "جلال".
هنا تتعالى أنغام الحزن والشجن في أوبريت "لحن الوفاء" على ألحان إبراهيم عمارة ، الذي يوقع أبطال الفيلم في مسابقة للتضحيات ، ما بين تضحية الشابين بحبهما من أجل أبيهما وأستاذهما، وبين تضحية الموسيقار الكبير من أجل "جلال" الذي طالما حاول أن يبعده عن النساء ، ترى لمن ستكون الكلمة الأخيرة في مباراة الوفاء؟
يذكر أن هذا الفيلم هو أول أفلام عبد الحليم حافظ التي تعرض على الشاشة الفضية ، رغم أنه صور قبله فيلم "أيامنا الحلوة" لكنه عرض بعده في نفس العام ، وقد عرض لحليم في هذا العام أربعة أفلام ، هم "أيام وليالي" و"ليالي الحب" إلى جانب الفيلمين السابق ذكرهما ، أي أن العام الأول لحليم في السينما هو العام الذهبي بالنسبة له في مشواره الفني الذي وصل إلى 17 فيلماً ، وكانت علاقته بالسينما قبل هذا العام قاصرة على أداءه الصوتي فقط لبعض الأغاني ضمن أحداث الفيلم والتي يحرك البطل فمه على اللحن ، مثلما كان الحال مع فيلم "بعد الوداع" أول فيلم يظهر من خلاله صوت حليم في أغنية "ليه تحسب الأيام".
لا تلمني
احتار خيالي
على قد الشوق
أحن إليك
تعالي أقلك
لحن الوفاء