خلافات العندليب مع رواد زمنه كانت لا تنتهي فالامر كان يتعلق بوجهة نظره تجاه أغنية أو فيلم من أفلامه أو وضعه لكرامته قبل فنه ولكن سرعان ماكانت هذه الخلافات تزول بابتسامة رقيقة أو حوار هادئ , وبرغم ذلك كان هناك توعية من الخلافات امتدت إلي سنوات بعدها تستقر الامواج الهائجة
أم كلثوم تعترض
ولعل من أشهر هذه الخلافات ماحدث بينه وبين السيدة أم كلثوم حيث تم اختيارهما ليشاركا في حفل إحياء ذكري ثورة يوليو والتي كانت تقام كل عام ويحضرها الرئيس جمال عبد الناصروأعضاء مجلس قيادة الثورة ولفيف من الضيوف العرب والاجانب ,والمعتاد أن عبد الحليم كان يغني عقب عشاء القيادة في نادي الضباط ثم تختم الحفل أم كلثوم .
وحدث في عام من الاعوام أن اكتشف عبد الحليم تغير برنامج الحفل لتفتتحه أم كلثوم بأغنية وطنية ثم أغنية عاطفية جديدة لها ثم يختتم هو الحفل, اشتاط عبد الحليم غضبا لانه يعرف أن أغنية أم كلثوم العاطفية ستنهك من قوي الناس , بالاضافة إلي أن الرئيس سيكون قد غادر المكان مصطحبا ضيوفه إلي المطار في ذلك الوقت المتأخر. وبالفعل صعد عبد الحليم خشبة المسرح الساعة الثالثة فجرا وفاجأ الجمهور بقوله طبعا أنا يشرفني ويشرف أي فنان أن يختم حفلة بتغني فيها سيدة الغناء العربي أم كلثوم بس اللي أنامش متأكد منه إذا كان ده شرف أو مقلب من السيدة أم كلثوم .
كانت كلمات عبد الحليم هذه مثل الانفجار المدوي لدرجة جعلت المشير عبد الحكيم عامر يستدعيه في مكتبه ويقول له إنه أهان القيادة العسكرية وجرح شعور أم كلثوم ولابدله من مصالحتها
يرفض عبد الحليم مؤكدا أنه لم يخطيء في حقها ولم يعتذر حتي ولو دخل السجن ويفاجأ في العام التالي أنه تم شطب اسمه من حفل الثورة , بعد أن اقسمت أم كلثوم أنهالن تغني في حفل مع عبد الحليم حافظ .
واستمر الخصام بينها إلي أن جاء شمس بدران واصطحب معه عبد الحليم الي بيت أم كلثوم التي رحبت به وعندما لاحظت ارتباكه وقلقه , ابتسمت له قائلة ماتقعد ياواد فانفجر الثلاثة في الضحك وعاد مرة أخري ينبوع التضافي والود بينهما
خلافات مع الاطرش
بدأ الخلاف بينهما بالتوتر في العلاقة ثم بلغ مداه في 28 ابريل عام 75 عندما أقام فريد وحليم حفلهما في نفس الموعد , بالاضافة إلي النميمة التي سرعان ماأخذت طريقا في ذم الآخر فثارة تؤكد لفريد أن عبد الحليم يتكبر علي فنه ويسئ إليه وأخري تؤكد لحليم أن فريد غير معجب بإمكانياته الصوتية واستمر الخلاف بينهما إلي أن استطاعت المذيعة ليلي رستم أن تجمعهما أمام كاميرات التليفزيون من خلال برنامج نجمك المفضل ليثبتا حسن النوايا ويؤكد عبد الحليم أنه يعتبر نفسه أصغرسنا فلايضع نفسه في مستواه لان فريد من العمالقة وقال إنه يتمني أن يلحن له الاستاذ فريد .. وأن الحان فريد تعد إضافة لاي مطرب صغيرا كان أم كبيرا .
أثقل دم
ولعل أظرف الخلافات التي نشبت بين عبد الحليم وفنان له وزنه عندما سألته المذيعة عن أثقل دم ممثل لايغله فرد دون تردد صلاح نظمي وعلي الفور قام نظمي بمقاضاته أمام القضاء وبرر عبد الحليم موقفه أنه يقصد أدوار الرجل ثقيل الظل وهذا يدل علي نجاحه وحكمت المحكمة بالبراءة وأثناء خروجها اعتذر له عبد الحليم وطلب منه أن ينضم لاسرة فيلم أبي فوق الشجرة .
كان عبد الحليم أغنية رائعة منذ الطفولة , فقد كان لايتوقع علي الاطلاق نبوغه الفني وعاش حياة
أقرب إلي البؤس والشقاء والعذاب القروي المعتاد خاصة لطبقة الفقراء في الارياف .
فبعد وفاة والده علي شبانه وحليم في الخامسة من عمره قام الخال متولي عماشة برعاية أبناء أخته
وفي السادسة التحق عبد الحليم بالمدرسة الابتدائية بقرية الحلوات والتي شهدت نبوغه العلمي
وتفوقه الدراسي علي زملائه والغريب أن مدرسته الابتدائية تم إعادة بنائها وتغيرت تماما إلا الفصل
الذي كان يجلس فيه عبد الحليم .
وعشق عبد الحليم السباحة منذ طفولته بترعة القرية ليحمل معه مرض البلهارسيا ويترك القرية ويعيش
مع خاله في الزقازيق مع إخوته والتحق بمدرسة عبد اللطيف حسين الحرفية بناء علي رغبة خاله والذي
أصر علي دخوله قسم النجارة ولكنه رفض وغاب عن المدرسة لمدة أسبوع كامل لأنه كان يعشق الغناء
والموسيقي فقد كان يغني في الافراح مجانا , ثم انتقل إلي القاهرة ليدرس بمعهد الموسيقي العربية
وليلحق بشقيقه اسماعيل وقد أخذا معهما علية ومحمد وسكنوا بداية في المنيل ثم انتقلوا إلي بيت آخر
بالمنيل وكانت صاحبته تربي الاغنام داخل البيت وعندما يعترضها حليم تقول له آمال الملاليم اللي
بناخدها منك هتفتح بيت , وبعد أن تخرج في المعهد عمل مدرسا للموسيقي ليس في طنطا فقط
وإنما كان يعمل في طنطا والزقازيق والمنصورة في نفس الوقت , فلكل مدينة عدد من الأيام كل اسبوع ,
وبعد أن أصبح مطربا مشهورا انتقل إلي شقة العجوزة التي عاش بها عدة سنوات ثم تركها لشقيقه محمد
وانتقل هو إلي شقة الزمالك .
لحن الوفاء : تأليف محمد مصطفي سامي : اخراج ابراهيم عمارة
البطولة عبد الحليم وشادية / ليلة العرض الاولي يوم 3 مارس 1955 بدار سينما الكورسال
أيامنا الحلوة : تأليف : حلمي حليم : اخراج : حلمي حليم : البطولة : عبد الحليم : فاتن حمامة وعمر الشريف
العرض الاول : 7 مارس عام 1955 بدار سينما ديانا
ليالي الحب : تأليف : اسماعيل الحبروك / اخراج : حلمي رفلة : البطولة : عبد الحليم - آمال فريد وعبد السلام النابلسي
ليلة العرض الاولي : 14 اكتوبر 1955 بدار سينما الكورسال
أيام وليالي : تأليف : بركات - يوسف جوهر /اخراج : بركات
البطولة : عبد الحليم حافظ وايمان وعقيلة راتب
ليلة العرض الاولي : 12 ديسمبر 1955 بدار سينما ميامي
موعد غرام: تأليف يوسف عيسي - بركات : اخراج بركات
بطولة : عبد الحليم و فاتن حمامة
ليلة العرض الاولي : 5 مارس 1956
دليلة : تأليف : علي امين / اخراج : محمد كريم
البطولة : عبد الحليم وشادية
أول فيلم مصري سينما سكوب ألوان إنتاج عام 1956
الوسادة الخالية:تأليف إحسان عبد القدوس / اخراج : صلاح أبوسيف
البطولة : عبد الحليم ولبني عبد العزيز وزهرة العلا وعمر الحريري
ليلةالعرض الاولي : 7 أكتوبر 1956 بدار سينما ريتس
بنات اليوم : تأليف : يوسف عيسي / اخراج : بركات
البطولة : عبد الحليم وماجدة وأمال فريد
إنتاج 1957
فتي احلامي : تأليف : يوسف جوهر اخراج : حلمي رفلة
بطولة : عبد الحليم وعبد السلام النابلسي ومني بدر وسهام
ليلة العرض الاولي : 22 ديسمبر 1957بدارسينما الكورسال
شارع الحب :تألف يوسف السباعي : اخراج عز الدين ذو الفقار : البطولة عبد الحليم : صباح
ليلة العرض الاولي :13 اكتوبر 1958 بدار سينما ريتس
حكاية حب : تأليف حلمي حليم : اخراج : حلمي حليم
البطولة: عبد الحليم ومريم فخر الدين
ليلة العرض الاولي : 6 ابريل 1959 بدار سينما ريتس
البنات والصيف : تأليف : إحسان عبد القدوس : اخراج : فطين عبد الوهاب
البطولة : عبد الحليم حافظ وسعاد حسني وزيزي البدراوي
العرض الاول : كان في 27 مارس عام 1960
يوم من عمري : تأليف : يوسف جوهر: اخراج: عاطف سالم
البطولة : عبد الحليم وعبد السلام النابلسي وزبيدة ثروت انتاج عام 1961
الخطايا : تأليف : محمد عثمان واخراج : حسن الامام
البطولة : عبد الحليم حافظ ونادية لطفي وحسن يوسف ومديحة يسري
العرض الاول يوم 12 ابريل عام 1962 بدار سينما ديانا
معبودة الجماهير : تأليف : يوسف جوهر واخراج : حلمي رفلة
بطولة : عبد الحليم حافظ وشادية وفؤاد المهندس ويوسف شعبان
ليلة العرض الاول كانت في 19 يناير 1967 بدار سينما ريفولي
تأليف : إحسان عبد القدوس : إخراج: حسين كمال
بطولة : عبد الحليم حافظ ونادية لطفي وميرفت امين وسمير صبري وعماد حمدي
العرض الاول 17 فبراير 1969 بسينما ديانا
استمر العرض الاول 52 أسبوعا وبلغ عرضه سنويا حتي الان 156 اسبوعا .
خطوبة وزواج في حياة حليم
من يسمع صوت عبد الحليم يحس من الوهلة الأولي أنه متدفق المشاعر, ملتهب الأحاسيس فماذا كان يمثل الحب عند حليم ؟ وماذا عن الخطوبة والزواج ؟
خطب عبد الحليم مرتين الأولي في مراحل مبكرة من نبوغه الفني لفتاة قريبة له من قرية الحلوات ثم فسخ خطوبته بعد إصابته بأول نزيف له في حياته .
الثانية كانت لفتاة من الاسكندرية قابلها علي الشاطئ وانتهت العلاقة مبكرا , أما عن الحب فقد كان عبد الحليم يحمل بين ضلوعه قلبا مرهفا يعشق الجمال , بدأت رحلة الحب الحقيقية عنده عام 1956 م وظلت سرا يخفيه حتي رحلت صاحبته بعد مرضها وغني لها في يوم في شهر في سنة
والحب الثاني تحدث عنه شخصيا واعتبره مهما في حياته خاصة بعد تمكن المرض منه ولكنه فقد الثقة بها وبحبها .
وحب آخر عاش بين ضلوعه ولم يصرح به إلا بعد سنوات .. كان لفتاة صغيرة لابنة أحد المسئولين وكانت تبادله نظرات الحب وتعلقت بأغنياته لكنه فوجيء بها وهي تناديه أونكل حليم وأصابته صدمة عنيفة وتمالك نفسه بدليل أنه حضر زفافها وغني فيه أنت قلبي فلاتخف وأجب هل تحبها .
وقبل رحيله مباشرة أحب فتاة سعودية قابلها في إحدي حفلاته وتوطد الحب بينهما فكانت تتصل عليه تليفونيا في رحلته الاخيرة وتخفف عنه الآلام وأبلغته أنها تنوي زيارته في لندن وقرر الزواج منها بعد عودته فطلب من شقيقه محمد شبانة أن يجري تجديدات شاملة لشقة الزمالك , لكنها كانت الرحلة الاخيرة .
وأما عن الزواج فقد حاصرته الشائعات حيث نشرت الصحف اللبنانية خبرا عن زواجه من فتاة لبنانية تنتمي لعائلة ارستقراطية وكذب حليم الخبر وأكد وقتها أنه لايفكر في الزواج ولايرفض ومايشغله فنه الآن .
وقد فجر الكاتب الصحفي مفيد فوزي خبر زواج حليم من الفنانة سعاد حسني والتي اعترفت له أن هذا الزواج دام ست سنوات كاملة ثم انفصلا لانها كانت تريده زواجا علينا وهو أراد أن يظل سرا .
الكثير من الاسرار نشرت عن حياة العندليب الاسمر .. ذكريات الصبا والشباب إلا ان احدا لم يمس الحقيقة كمامسها رفيق الدرب مجدي العمروسي
يقول مجدي العمروسي : ان جهاز الرقابة علي المصنفات الفنية ارسل نصوص أغنيات حليم الوطنية إلي مباحث امن الدولة وصدر فرمان التعتيم علي هذه الاغنيات التي ظلت في طي
النسيان ,الا ان الامر حسم بقرار الرئيس مبارك الرشيد الذي اكد ان هذه الاغنيات جزء من تاريخ مصر المعاصر ولايجوز حجبه عن الناس ويكشف العمروسي عن الوصية التي أوصاه
اياها حليم وهو علي فراش الموت في المستشفي بلندن فيقول : اتجهت الي حليم وكان قد أعد وصية وقال لي أقرأها فوجدت فيها مضمونا يقول ان تخصص كل ثروته وكل مايملك الي
أخواته ومعهم ابن خالته شحاته وزوجته فردوس بالتساوي بينهم جميعا حسب الشرع وان تظل شقته بالزمالك مفتوحة لم يحب ان يتردد عليها أحد من جمهوره ومعجبيه وطلب مني ان
أنفذ مابهابالحرف الواحد .
كتب/عبد الفتاح عيطه
علي الرغم من مرور مايقرب من 24 سنة علي وفاة العندليب الأسمر إلا أنه مازال ماكثا في قلوبنا جميعا فهو ظاهرة فنية لايمكن أن تمحي من ذاكرتنا التاريخية فهو البلبل الذي كان
ولايزال يطربنا بأعذب الأنغام ولكن حليم عاني من آلام المرض والذي أزهق روحه ومن هنا تأتي البداية لسرد حكاية حليم مع المرض
عبد الحليم حافظ تناثرت وشاعت حوله وحول صحته الاشاعات بعضهم قال إنه يتمارض وبعضهم قال إنها دعاية ليكسب عطف الجمهور ولكن أطرف ماقيل ونشر عن عبد الحليم وقرآه
هو شخصيا قبل وفاته بأربعة أيام وفي الصفحة الأولي في احدي الجرائد أنه مات قرأها وهو علي فراش المرض في لندن وقال سامحهم الله.
وحدث أن عبد الحليم أصيب بنزيف شديد وقوي في المغرب في إحدي المناسبات, وقد نقل إلي مستشفي ابن سينا أكبر مستشفي في المغرب وشمال أفريقيا وكانت حالته سيئة للغاية وقرر
الأطباء أنها في منتهي الخطورة وقد أبلغوا الملك الحسن بذلك حيث إنه كان علي علاقة صداقة وطيدة بحليم وعلي الفور أمر الملك بنقله إلي باريس علي طائرته الخاصة فورا إذا لم يكن
ذلك خطرا علي حياته ولم ينصح الأطباء بذلك ولكن بدأت حالته تتحسن في اليوم الرابع وعرض عليه الأطباء أمر السفر الي باريس ورغبة الملك فاستجاب وقد قال عنه الاطباء إنه يمتلك
قوة إرادة رهيبة بعد ذلك سافر في طائرة الملك الخاصة يرافقه طبيب الملك الخاص ولايصدق أحد أن عبد الحليم بمجرد أن تماثل للشفاء واستطاع أن يتمشي داخل الحجرة قرر فجأة أن يعود
للرباط ورغم أن الاطباء رفضوا ذلك إلا أنه صمم أن يترك المستشفي وذلك لكي يشكر جلالة الملك حيث إن اليوم التالي كان عيد ميلاد الملك وكان يريد أن يرد له الجميل رغم أنه كان
لايزال في فترة النقاهة ولكن لانتطرق في هذا الموضوع ونعود لتطورات نزيف المعدة مع عبد الحليم بعد نزيف عام 1956 أخذ زكي سويدان يراسل أطباء الخارج المتخصصين في هذا
المرض ووضع ذلك النزيف علامات استفهام كبيرة وعديدة علي حياته وصحته بل وصوته وبدأ المشوار يتفرع لمشوارين متوازيين لايفترقان ولايلتقيان وقد أبلغ زكي سويدان أنه يوجد في
لندن دكتور اسمع البرفيسور تاتر هو أحسن المتخصصين في هذا المرض وله عملية مسجلة بإسمه يجريها لمرضي النزيف الكبدي د تاتر أوبرتن أوعملية تاتر وهذه العملية عبارة عن
استئصال جزء من المعدة التي بها الأوردة التي نزف وفعلا سافرعبد الحليم ونجحت العملية ولكن بعد ذلك حدث نزيف شديد
واتضح أن السبب وراء النزيف كانت بلهارسيا الكبد ليبدأ حليم معركته مع المرض الخطيرو والتي لاتقل شجاعة عن كفاحه في الفن ومنذ ذلك الوقت اختفت منه الوجه النحيل الابتسامة
الحلوة الخالصة وبدأت نذر مشوار جديد عليه تماما لايعلم نهايته الا الله وحده وقد كتبوا كثيرا عن مرض حليم وقالوا عنه مرض مفتعل ,تمارض ودعاية لكي يكسب الناس والجمهور ولم
يكن عبد الحليم أبدا محتاجا لذلك ولكنه كان مرضا فعليا وخطيرا بل شديد الخطورة خاض فيه حليم أجمل وأروع معاركه التي كان فيها بإستمرار بطلا قويا ولكن في النهاية أراد الله أسرا
كان مفعولا وسكت شدو العندليب وكسبت الدنيا باللون الأسود لوفاة عبد الحليم حافظ عن عمر يناهز 48 عاما ووصل جثمانه مصر ونقل لمستشفي المعادي وشيعت الجنازة يوم السبت
2/4/1977 يتقدمها رئيس الوزراء وكبار رجال الدولة إلي مدفن الأسرة بالبساتين ليرقد جسد العندليب هناك في سلام