سواء إذا كنت شاهدت دليلة أكثر من مرة أو ستكون هذه هى المرة الأولى بالنسبة لك ، فإن دليلة سيكون فرصة ذهبية للتعرف على أول فيلم مصرى سكوب ملون شهدته صالات العرض المصرية عام 1956، و هى الواقعة التى ستضمن لدليلة مكاناً دائماً فى ذاكرة السينما العربية.
"دليلة" هى قصة الكفاح المعتادة لصعود مطرب مبتدئ لقمة المجد، و التى تمر بالعديد من الاختبارات العصيبة، خاصة فى حالة بطلنا ابراهيم، صاحب الاحلام الوردية فى عالم الموسيقى و الغناء، و الذى سيعرف قصة حب ملتهبة حزينة مليئة بالتضحيات و الالام.
ابراهيم شاب فقير يعمل كهربائياً فى الصباح، و مطرباً و ملحناً فى المساء. يملك افكاراً ثورية فى مجال الموسيقى.يعيش قصة حب حالمة مع جارته دليلة، تلك الفتاة رقيقة الملامح و الطباع، التى لا تتوقف عن تشجيعه و تحفيزه للمضى قدماًَ فى إظهار الحانه للنور. لكن ابراهيم يتخلى عن حلمه بالوصول إلى المجد بعد اكتشافه أن السبيل الوحيد إلى ذلك هو التضحية بمبادئه و اسلوبه الموسيقى الجديد، و ذلك فى نفس الوقت الذى يعلم فيه بمرض حبيبته دليلة و إحتياجها إلى المال اللازم لشفائها.
من جانبها لا تحتمل دليلة أن ترى حبيبها يقدم التنازلات تلو الاخرى ، حيث تقرر الانتحار لأنهاء أوجاع ابراهيم للأبد. لكن المطرب الشاب تصيبه حالة انهيار كاملة عقب قرار دليلة، فى الوقت الذى حاول فيه التفرغ التام لتحقيق احلامه الفنية التى تقاسمتها دليلة معه.
و تسانده الاقدار بالفعل عندما يرتبط عاطفياً بإمرأة ثرية تسلب خيال ابراهيم نظراً لشبهها "المرعب" بينها و بين دليلة، و هو ما سيلهم ابراهيم كثيراً خلال مشوار صعوده، و لكنه قد يتسبب ايضاً فى تعميق جراحه، و الكثير من الألم لزوجته الثرية.
لا تفوتوا مشاهدة "دليلة" واحد من أهم انجازات فريق ستديو مصر، و أول انتاج لشركة أفلام عبد الحليم حافظ، و الذى كلفه مبالغ مالية طائلة محاولاً استثمار شهرته المتزايدة كمطرب الجيل الجديد فى سنوات الخمسينات، مستعيناً بشادية كواحدة من نجمات الغناء آنذاك فى ثانى تعاون فنى بينهما بعد فيلم "لحن الوفاء" عام 1955.
الأغاني في الفيلم
حبيب حياتي
كان فين زمان
إلي إنشغلت عليه
حرام يا نار
إحنا كنا فين
متقلش بكرة